"réfléchir globalement pour agir localement" Par Mohamed Ag Agaly dit Bebetto





JEUNESSE VOLONTAIRE POUR L' ACTION.

La jeunesse TOUAREGUE est aujourdhui un grand espoir pour son peuple et cette jeunesse consciente est le socle du devenir.

Qu'Allah tout puissant par sa grace et ses benedictions puisse aider le PEUPLE TOUAREG dans toutes ses composantes ethnique sans différenciation régionale! "afous afous ad tanminak".































vendredi 6 juin 2008

touareg d'azawad

الطوارق.........الواقع الاجتماعي





مدخل : منطقة السودان الأوسط الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى وتمتد من منحنى نهر النيجر غرباً وحتى تخوم النيل شرقاً هي الجزء الأوسط من الإقليم الذي اصطلح على تسميته جغراقياً بـــ ( الحزام السوداني ) وهي تعرف في اللغات الغربية بمنطقة الساحل (Sahil) ومؤخراً شاع في الأدبيات والكتابات العربية مصطلح ( الساحل الافريقي ) الذي عرفت به المنطقة سياسياً خاصة بعد تكوين تجمع دول الساحل والصحراء في 1998 .. والمنطقة هي موطن قبائل الطوارق التي يشكل البربر جزءاً هاماً منها .وتشارك الطوارق سكناها قبائل عربية عديدة بينها صنهاجه وهوارة والهلاليين والعطاوة والمحاميد واللمطة والسلامات وعشائر اخرى تنتمي الى المجموعة الجهينية هاجرت اليها من المغرب العربي ومصر ومن الجزيرة العربية واليمن ... وشعب الطوراق الذي ارتبط اكثر من غيره بالساحل الافريقي ويشكل غالبية سكانه لم ينغلق على نفسه عرقيا وانما تزاوج مع الوافدين من العشائر العربية وأيضا مع جيرانه من القبائل الأفريقية وخاصة الهوسا والفولاني والماندينغا مما جعله شعباً هجيناً من الناحية العرقية ، ولكنه احتفظ دوما بتقاليده وأعرافه وسماته وخصائصه الثقافية المميزة. الطوارق ينتشر الطوارق في شمالي النيجر ومالي وغرب ليبيا وجنوب الجزائر وقليلون منهم جنوبي تونس والمغرب وشمال غرب تشاد وبعض اجزاء بوركينا فاسو ،وقد عرف سكان الجبال والمرتفعات منهم في جنوبي المغرب والجزائر وتونس بالبربر وتعداد الطوارق الكلي ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة موزعين بنسب متفاوتة بين الدول المذكورة ، أكبرها نسبتهم في النيجر تليها مالي حيث يشكلون من 20% الى 10% من إجمالي سكان كل من الدولتين على التوالي ، وهم في النيجر يحتلون المرتبة الثالثة بعد الهوسا الذين يشكلون نصف السكان يليهم الزارما فالطوارق ... وشعب الطوارق هو المجموعة الامازيقية الاكثر توغلاً في افريقيا جنوب الصحراء والأكثر انفصالاً عن السكان العرب في الشمال الافريقي ومع ذلك فإن نمط حياتهم هو الاقرب الى طبيعة حياة البداوة العربية،وبحكم مجاورتهم الى العرب في شمال الصحراء والافارقة الزنوج جنوبيها صاروا شعباً مهجناً يجمع في دمائه أعراقاً طارقية بربرية وعربية وافريقية ، وهذا الشعب كان له في مرحلة من المراحل -خاصة في عهد دولة المرابطين - دوراً بارزاً في نشر الإسلام في غرب واوسط افريقيا وعرف ايضا بمقاومته الشرسة للمستعمرين مما إضطر الفرنسيين الى إعدام الامنوكال (( الشيخ)) الذي قاد المقاومة في عام 1916م ، وهذه المقاومة مضافاً اليها إعاقتهم لفرنسا عن استغلال موارد الصحراء هي التي دفعتها إلى التراجع عن خطتها لجمع سكان الصحراء في جمهورية واحدة ، وعمدت الى توزيعهم على كل الدول المطلة علي الصحراء انتقاماً منهم ومكافأة لاتباعها الحقيقيين الذين ساعدوها على الاستفادة من موارد المنطقة وتبنوا ثقافتها، أي أن ما حدث هو بلقنة منطقة الطوارق وإعادة رسم حدودها بحيث يكون مجتمعهم مشتتاً بين دول عديدة ولا يستطيع تحقيق ذاته في أي منها , وهذا ما جعل تحقيق حلم دولة الطوارق الكبرى بعيد المنال ، بل هو حلم شبه مستحيل كالاحلام السياسية للاكراد والارمن والنوبة وغيرها من القوميات التي حكم عليها الاستعمار بالتقسيم بين أكثر من دولة وأصبحت الظروف والتحديات التي تواجهها في كل دولة تختلف عن الاخرى أو الأخريات .. وحركات الطوارق السياسية والاجتماعية بدأت تظهر بشكل ضعيف بعيد الاستقلال ولكنها سرعان ما تصاعدت وتحولت الى ثورة مع مطلع عقد تسعينات القرن الماضي . البداية كانت مجرد التذمر من تهميش مناطقهم والمطالبة بتنمية متواضعة لاتتعدى حفر آبار بمناطق الرعي في الصحراء وخدمات تعليمية وصحية ثم تطورت الى المطالبة بحقوق سياسية وحكم ذاتي في مناطقهم مع تمثيل مقدر في مركز السلطة وهي ذات الصورة التي شهدها السودان في اقليم دارفور ولكن الأمر هنالك وصل الى المناداة بدولة الطوارق الكبرى التي تضم اجزاء من مالي والنيجر والجزائر وقد تبني هذا الطرح( التحالف الديمقراطي من اجل العدالة) في جمهورية مالي ولكنه وجد صدىً ضعيفاً بين طوارق النيجر ولم يجد تجاوباً يذكر من طوارق الجزائر حيث تعتبر المسألة في الدولتين خطاً احمر قد يؤدي الاقتراب منه الى قمع وتنكيل بلا هوادة وهذا ما حدث في النيجر على وجه التحديد. الأصل والاسم : قدر مؤرخون وجود الطوارق (البربر) في إفريقيا بخمسة آلاف سنة حيث كانوا يقيمون في الساحل الشمالي ويتحكمون في طرق ومنافذ تجارة الصحراء ثم ارتحلوا الى داخل الصحراء واقاموا سلطنة (العير) في شمال النيجر وعاصمتها (اغادير ) وعندما انتشر الاسلام في مناطقهم كان لعلمائهم( المرابطين ) دور بارز في الدعوة له في مناطق افريقيا جنوبي الصحراء وخاصة من خلال دولة ( المرابطين ) التي اقاموها في المغرب العربي خلال القرنين الخامس والسادس للهجرة .. ورجح آخرون من قدماء المؤرخين ان شعب الطوارق هم احفاد القارامانت الذين سكنوا سهول فزان في ليبيا ولكن ( هيرودوت ) رفض هذا الاحتمال على اساس ان القارامانت من ذوي البشرة السوداء بينما الطوارق بيض البشرة ، اضافة الى ان الشعوب التي ساهمت مباشرة في تكوين الطوارق وهي قبائل هوارة، اللمطة، صنهاجة، ماسوقة لم يعش اي منها في منطقة فزان . أما بالنسبة للتسمية فيقول بعض المؤرخين أن إسم الطوارق اشتق من كلمة طرق اي ترك ، وقد قال ابن خلدون إنهم سموا كذلك لكثرة تركهم الدين الاسلامي لاكثر من اثنتي عشرة مرة وقال آخرون إنهم سموا طوارق عندما تركوا المسيحية ليعتنقوا الاسلام .. وتفسير آخر يقول إنهم أهل الرق وتعني بلغتهم ( كل رق) التي اشتقت منها التسمية ، ولكن الاكثر شيوعاً في تسمية الطوارق أنهم سكنوا منطقة (تارقة) وهي وادي باقليم فزان في ليبيا وأن أول العرب القادمين الى المنطقة الذين احتكوا بهم واختلطوا معهم نسبوهم الى الوادي ، واغلب الظن أن التسمية في اول عهدها كانت بالتاء ثم حرفت الى الطاء ، وربما سبب الاسم الذي يعود الى فزان هو الذي جعل بعض قدماء المؤرخين يعتقدون أنهم احفاد القارامانت أهل المنطقة الاصليين ..ورغم أن إسم الطوارق معروف في اللغات الاوربية الا أن بعض كتاب تلك اللغات يفضلون تسميتهم بــ( الرجال الزرق) نظراً لكثرة استعمالهم القماش الازرق في لباسهم ، وبعض الكتاب العرب أخذوا بهذه التسمية كعمر الانصاري مؤلف كتاب ( الرجال الزرق ... الطوارق الأسطورة والواقع ) وهو طارقي من منطقة تمبكتو .. ومما يجدر ذكره أن طوارق مالي - تحديداً - يقولون إنهم من نسل طارق بن زياد ، القائد البربري المسلم الذي قاد فتح الاندلس ، ولكن هذا ليس سبباً كافياً أو مقبولاً لادعاء البعض أن إسم الطوارق اشتق من إسم طارق لأن إسم الشعب سابق لاسم القائد بكثير . الطوارق أنفسهم يقولون إن اسمهم الصحيح هو ( كل تماشق ) ولغتهم معروفة بتماشق وهي فرع من الامازيغية ، ومع ذلك هم يفضلون تسميتهم بـ ( إيماجغان ) او (ايموهاغ) وتعني في لغة تماشق الرجال الشرفاء الأحرار 2-5 الواقع الاجتماعي و الثقافي: الطوارق بدو رحل يعيشون علي تربية الماشية، وثقافتهم قائمة على فلسفة الترحال، ويسهل التعرف عليهم في كل?البلدان التي يوجدون بها، وذلك لخصوصية سحنتهم، ولأن?رجالهم يضعون على وجوههم اللثام الذي يعتبر?رمزاً لهم منذ امد بعيد، ويبلغ طوله أحياناً اربعة او خمسة امتار، وهو غالباً من القماش الاسود، يلفه الرجل باحكام على جميع وجهه بحيث لا?يظهر منه سوى عيناه، وهذا اللثام يلازم الطارقي في حله وترحاله وحتي أثناء اكله، وهو يبدأ ارتداءه في احتفال عشائري?عندما يبلغ سن الثامنة عشرة ويلازمه حتى مماته، وخلعه في اية لحظة يعتبر عارا، وبسبب اللثام هذا هم يعرفون بعضهم البعض من بعيد عن طريق مشية الجمل، ومن قريب عن طريق العيون والصوت، ومما يجدر ذكره أن الطوارق لا?يشاركهم في لبس اللثام من عرب الصحراء الآخرين غير قبائل صنهاجة، وقد فسر بعض المؤرخين وضع اللثام بالحياء الغالب على تلك الشعوب، وهنالك اسطورة تقول إن رجال احدى قبائل الطوارق ارتحلوا بعيداً وتركوا في المضارب النساء والاطفال والشيوخ كبار السن، وأثناء غيابهم ظهر العدو على مشارف الديار، فأمرت عجوز حكيمة النساء بأن يلبسن ملابس الرجال ويتعممن حتى يظن العدو أن المضارب تعج بالرجال، ونجحت الحيلة،?ومن يومها عزم?رجال الطوارق على ألا يضعوا اللثام جانبا.. ولكن التفسير الاكثر معقولية والاقرب للواقع، هو?أن اللثام فرضته طبيعة الصحراء وعواصفها الرملية وزمهرير شتائها القارس.. والغريب في الامر أن نساء الطوارق حاسرات الوجوه دائماً رغم الاسطورة التي تقول إنهن من بدأ بوضع اللثام? وبيئة الطوارق التي يحبون العيش فيها ولا يطيقون فراقها، هي بيئة قاسية تتشكل من صحراء، طقسها جاف وامطارها شحيحة، ورغم قسوة البيئة وشظف العيش بها الأ أنهم مازالوا يستهجنون?سكنى المدن والمجمعات الحضرية، ومن يذهب منهم إليها بفضل الضغوط الاقتصادية يعيشون في هامشها في استعداد تام للعودة للصحراء مرة اخرى??وقليلون منهم من اندمج في حياة المدينة واصبح جزءاً من نسيجها الاجتماعي، وحتى الآن لم تنجح سياسات بعض الحكومات، خاصة في ليبيا والجزائر، لجذبهم نحو حياة مستقرة تتوفر فيها خدمات أساسية مثل التعليم والصحة. والطوارق يعشقون الحرية والترحال مع قطعانهم في صحرائهم المترامية الاطراف، ولا?تجد اي منهم يفاخر بما يملك من ارض او منزل ولا?حتى بأولاده،?بقدر ما يفاخر بعدد إبله وماشيته? وفي مجتمعهم لا?فرق بين الرجال والنساء في العمل، بل إن المرأة هي التي تقوم بالاعمال الشاقة، وهي محور الاسرة حتى في وجود الرجل، ناهيك عن فترة غيابه عن الديار شهوراً طويلة في رحلة القوافل الموسمية التي لا?يصطحبون فيها عوائلهم? والجميع في مجتمع الطوارق لهم واجبات، حتى الأطفال عليهم مهمة جر الدواب واستخراج الماء من جوف الآبار العميقة، الى جانب المشاركة في رعاية الماشية وجمع الحطب. والطوارق جميعهم مسلمون متمسكون بالمذهب المالكي، ويتصفون بالصبر والشجاعة والكرم، ويسعدون باستقبال الضيوف في مضاربهم من الخيام المصنوعة من شعر الماعز، ونساؤهم حريصات على الحفاظ على شرف العائلة في حسن الضيافة في حالة غياب الرجال عن الديار،?فما أن يقترب ضيف حتى تهرع المرأة وتستقبله بآنية مملوءة بحليب الناقة علامة على الترحيب به.. والمرأة في مجتمعهم تتمتع بمساحة مقدرة من الحرية، فهي حرة في اختيار شريك حياتها وفي تدبير شؤون المنزل، ولها حق تملك الارض والدواب، لكن الغريب أنها تفتخر بالطلاق، حيث تحصل على لقب »احسيس« اي الحرة من اي التزام، وهم?يعتقدون أن من يتعدد زواجها وطلاقها تنجب الكثير من الرجال للقبيلة??وأهم الشخصيات في مجتمعهم?البدوي هم كبار السن الذين يعتبر مجلسهم بمثابة المحكمة العامة، ويترأس هذا المجلس شيخ القبيلة الذي يعرف بـ?»امونكال« وهو الذي ينطق بالحكم الذي يقرره المجلس بعد السماح لكل طرف من المتنازعين بالادلاء بحجته والدفاع عن موقفه، وهم يعتدون جدا باحكام كبرائهم?وزعمائهم، وينفذونها بشكل تلقائي وعفوي دون تذمر أو محاولة اللجوء الى أية من ادارات ومؤسسات الدولة. فطابع المجتمع بشكل عام هو الفخر والاعتداد والاستقلالية عن الآخرين. ورغم التمسك بالدين إلا أن المجتمع الطارقي مجتمع طبقي مثل?غيره من المجتمعات البدوية التقليدية.. بل طبقيته أشد رسوخاً للدرجة التي عرفوا بها باهل الرق أو »كل رق« كما في لهجتهم، فكلمة »كل« عندهم تعني?»أهل او بنو« ومجتمعهم ينقسم الى عدة طبقات هي: 1- »ايماجغن« وهم السادة »أعلى طبقات المجتمع«. 2- »اينسلمن« وهم الطبقة المهتمة بالتعليم والتعلم والدين? 3- »ايمغاد« الطبقة الغارمة. 4- »اينادن« طبقة الصناع التقليديين. 5- »بلاس«?او»بزوس« وهم الارقاء المحررون. 6- »أكلان« طبقة العبيد. وهذا التقسيم الطبقي هو السائد في كل تجمعات الطوارق القبلية الكبيرة، واهمها?»كل تماشق« اي المتكلمون بالامازيغية، واهم هؤلاء »كل أهغار« في الجزائر?»وكل آجر وأراغن« في ليبيا، وهنالك التجمعات الكبيرة في النيجر واهمها »كل أيبر« و»كل غريس« و»كل أترام« و»كل أدرار« و»أولمدن كل دنيك«،?وفي جمهورية مالي »اولمدن كل أتاريم« و»كل تادمكت« أو »كل السوق« ويعرفون بالتجار و»أدغاغ« و»كل انتصر«، وهؤلاء الأخيرون يقولون إن نسبهم من الانصار. التطورات السياسية في النيجر ومالي: ظلت علاقات الطوارق منذ الاستقلال بمعظم الأنظمة المتعاقبة على الدول التي يوجدون فيها?يسودها التوتر، وخاصة في جمهوريتي مالي والنيجر، حيث تشكلت تنظيمات مسلحة خاضت معارك ضد الحكومات، ووقعت معها إتفاقيات سلام عديدة معظمها برعاية فرنسا والجزائر وبوركينا فاسو، إلا ان الاوضاع لم تهدأ حتي اليوم، فلا تنظيمات الطوارق حققت اهدافها، ولا?سلطات باماكو ونيامي نجحت في السيطرة على مناطقها الواسعة الارجاء والصعبة المسالك، وأخطر ما يواجه الحكومتين حاليا هو تحالف مقاتلي الطوارق في الدولتين تحت اسم »تحالف طوارق النيجر ومالي«. تطورات أوضاع طوارق النيجر: كان أول تحرك سياسي للطوارق عام 1963م مطالبين بحقوقهم السياسية وتنمية مناطقهم في مالي? وهذا التحرك الاول لم يتأثر به طوارق النيجر، لأن الاوضاع في عهد الرئيس الاول هاماني ديوري »1960??1974م« كانت مختلفة، فقد?أشرك العديد من أبنائهم في الحكومة ومؤسسات الدولة، وقامت وزارة الري والزراعة في عهده بحفر العديد من الآبار في المناطق الرعوية التي تقطنها قبائل الطوارق، ومازال طوارق وعرب النيجر يؤكدون أن حقوقهم الاجتماعية والسياسية لم تهضم في عهد الرئيس هاماني، وبعضهم يعزو ذلك الى ان زوجته كانت من قبيلة?»الفولاني« التي تشاركهم الرعي في الصحراء. وفي عام 1974م أطاح انقلاب عسكري بقيادة الجنرال?»سيني كونشي«?بنظام الرئيس هاماني وزج برموزه وقياداته في السجون، وكان بينهم عدد من قادة العرب والطوارق، الشئ الذي أثار حفيظتهم. وفي 15مارس 1976م قاد أحد الشباب العرب ويدعي الكابتن »سيدي« محاولة انقلابية فاشلة مستعينا باسلحة جلبها من دولة عربية مجاورة، ورغم اشتراك عناصر سوداء في المحاولة الإنقلابية، إلا أن نظام كونشي حمل المسؤولية كاملة للعرب والطوارق، وبدأ التضييق عليهم،?مما دفعهم للهجرة الى ليبيا باعداد كبيرة? ومن هنالك شرعوا في تنظيم ثورتهم التي مازالت تتفاعل? 3-5 حاول الرئيس علي سيبو الذي خلف كونشي بعد موته عام 1978م أن يعقد صلحا مع المعارضة الطارقية في ليبيا ولكن إشتعال المواجهات بين طوارق الداخل وقوات الجيش عرقل مساعي الصلح . في عام 1981 م زادت التوترات إثر قيام مجموعة من النساء النيجريات بمهاجمة السفارة الليبية بحجة إنها تدعم تمرد العرب والطوارق واصبحت حكومة النيجر تطارد المتمردين دون تمييز فهاجر عدد من قادتهم البارزين الى ليبيا ونيجيريا ، وردة فعل ليبيا على الهجوم الذي تعرضت له سفارتها تمثل في إيواء كل الثوار الذين إلتجأوا اليها وفتح معسكرات تدريب لهم وهذا ما دفع حكومة النيجر الى تشديد ضغطها أكثر على الطوارق والعرب فانشأت نقاط تفتيش داخل البلاد لا يفتش فيها الا البيض فقط ، وأدى كل ذلك الى إشانة سمعة النيجر في المجتمع الدولي على صعيد إنتهاك حقوق الإنسان والتمييز العنصري . وفي محاولة لتصحيح صورتها قامت الحكومة في عام 1985 م بتعيين عدد من العرب الطوارق في بعض المناصب العليا ، ولكن الخطوة لم تحظ برضائهم لأن من تم تعيينهم هم ممن بقي في داخل النيجر وكلهم مشكوك في اخلاصهم للقضية . لم يدم هذا الهدوء إذ سرعان ما تسلل ثوار طوارق بأسلحتهم الى داخل النيجر فنظمت الحكومة حملة اعتقالات جماعية واسعة طالت جميع الطوارق المقيمين في العاصمة نيامي بما فيهم النساء والشيوخ ووزعوا ما بين السجون والإبعاد إلى الحدود المالية النيجرية ، وقد استنكرت الاعتقالات سفارات امريكا وبريطانيا وفرنسا بينما لم تعر الدوائر العربية والافريقية الأمر إهتماماً ، المؤسف والطريف في هذه الاعتقالات أنها طالت عائلات دبلوماسيين موريتانيين لان الشرطة لاتفرق بينهم وبين عرب النيجر . الرئيس علي شعيب الذي خلف سيبو بعد وفاته عام 1987م حاول إنهاءالمشاكل العرقية بالتعاون مع ليبيا والامم المتحدة ، فألقى القيود المفروضة على العرب والطوارق وزار ليبيا واجتمع بقادتهم وطالبهم بالعودة الفورية الى بلادهم مقدما لهم الضمانات اللازمة ، فعادوا باعدادكبيرة خاصة الى منطقة ( طاوة ) معقلهم الرئيس في شمال البلاد ، وساهمت الامم المتحدة وليبيا وفرنسا بمساعدات كبيرة لاعادة توطينهم ولكن حاكم طاوة العسكري ( بنيو بيدي ) إستولى على المساعدات)حسب موقع طوارق أونلاين) وتعرض العائدون لمضايقات عديدة من القوات النظامية مما دفع مجموعة من الشباب الذين تلقوا تدريباً عسكريا في الخارج الى التخطيط لعملية ( تين تبراضين ) التي اقتحموا فيها سجن المدينة واطلقوا ذويهم وإستولوا على كميات من الاسلحة والذخائر .. وهذه العملية اعقبتها اعتقالات واسعة وزج بالمئات في السجون بينما هرب الآلاف الى حدود الجزائر وليبيا ونيجيريا ومالي .. الذين وصلوا الى حدود مالي اعتقلتهم السلطات هناك ووضعتهم في سجن ( منكا ) تمهيداً لتسليمهم الى سلطات النيجر ، ولكن طوارق مالي نفذوا عملية شبيهة للتين تبراضين واطلقوا سراحهم > ومما تجدراليه الاشارة هنا أن مشكلة الطوارق في كل من مالي والنيجر تتفاعل مع بعضها والثوار في الدولتين يشعرون بوحدة المصيرلوحدة العنصر وتشابه الظروف وأيضاً هنالك تشابه واضح بين سلوك الحكومتين تجاه الثوار . بعد هذه الحوادث بدأت تتعدد في النيجر جبهات التحرير التي تدعو الى الاستقلال ويمارس بعضها حرب العصابات في الهجوم على مراكز الحكومة ، اذ لاتسمح لهم اعدادهم وأسلحتهم المتواضعة بالتمركز لوقت طويل في مكان واحد ، والحكومة من جانبها أعلنت حالة الطوارئ. خلال العام 91-1992م نظمت الحكومة انتخابات عامة لم يشارك فيها العرب والطوارق بصورة فاعلة ، ليس لانهم قاطعوها ، وإنما لأن الحكومة عمدت الى اعتقال قياداتهم المدنية البارزة التي تدعو إلى الحوار السلمي والحل الديمقراطي وكانت زريعة السلطات لاعتقالهم أنهم يساندون سراً الثوار الذين يتحصنون بالصحراء والجبال وينفذون هجمات خاطفة على المراكز الحكومية . وبعد الانتخابات تولى الرئيس محمد عثمان سدة الحكم ودعا الى مصالحة مع ( الحركة النيجرية من اجل العدالة ) التي تشكلت في تلك الفترة ،0 وقد تمت المصالحة بوساطة فرنسية وأسفرت عن إطلاق الثوار للرهائن وإطلاق الحكومة للسجناء وإيقاف العدائيات وتم الإتفاق على مواصلة الحوار بين الجانبين ، وفي يوليو 1994م تم توقيع إتفاقية سلام برعاية جزائرية تضمنت قيام الحكومة بتنفيذ برامج تنمية في مناطق الطوارق ولكن يبدو أن التنفيذ سار بخطوات بطيئة مما أعاد التوترات الى سيرتها الاولى وجدد نشاط ثوار ( الحركة النيجرية من اجل العدالة ) التي يتزعمها حاليا اغالي الامبو وتنشط بشكل خاص في اقليم افروان شمالي البلاد حيث تمارس هجمات متكررة على مراكز حكومية وتختطف رهائن .. وآخر هجومين نفذتهما كان اولهما في يونيو 2007م واسفر عن احتجاز 33 عسكرياً و6 مدنيين وآخرهما على قاعدة اغهاروس العسكرية في سبتمبر الماضي ولم يسفر عن شئ : ولكن الامر الاكثر خطورة لحكومة النيجر هو تحالف طوارقها الاخير مع طوارق مالي في ما يسمى ( تحالف طوارق النيجر ومالي ) . السبب الحقيقي في إعتقال قيادات الطوارق المدنيين قبيل انتخابات 1992 ربما كان هو ما أشار إليه عبد الرحيم العقلي رئيس بعثة منظمة الدعوة الإسلامية في نيامي خلال الفترة 99-2002م من أن هنالك هاجس لدى الحكام من زحف العرب على المناصب المؤثرة رغم عدم وجود تمييز عنصري حاد بالنيجر في أوساط الشعب ، وربما زادت الهواجس بعد تجاوب حركة الطوارق الثورية مع شعار دولة الطوارق الكبرى الذي رفعه طوارق مالي وخاصة بعد عدم إلتزام حكومة نيامي ببنود اتفاقية 1994م وما تلا ذلك في اوائل القرن الحالي من دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي- ومن النيجر نفسها - إلى ما أسماه (امبراطورية الصحراء) وهي الدعوة التي استعدت حتى دول بعيدة نسبيا كالسنغال وتشاد على العرب والطوارق ، ونبه العقلي الى أن معظم حكام النيجر السابقين قبل الرئيس الحالي مامادو ( محمد طنجة ) كانوا من اثنية الزارما التي ينسب افرادها أنفسهم الى سيدنا ابوبكر الصديق ، ولكن الطوارق وغيرهم من عرب النيجر يعتبرونهم زنوج افارقة ، وهذا ما جعل الحكام اكثر حساسية تجاه اي نفوذ مؤثر للعرب. الرئيس الحالي مامادو هو لواء (م) في الجيش وامه هوساوية ووالده من اصول موريتانية وهو من منطقة متاخمة لحدود نيجيريا ويوصف بانه متواضع ومتدين وهو اول رئيس نيجري يبدي تفهماً واضحاً لأوضاع العرب ، وقد التزم بتنفيذ إتفاق أبرم عام 2000م مع الطوارق والفزانيين الذين نزحوا من جنوب ليبيا الى شمال شرقي النيجر ، وقد قضى الاتفاق بتعيين ثلاثة وزراء من الطوارق ومستشارين اثنين للرئيس احدهما فزاني ، وقد اصبح الطارقي سعيد عابدين الذي قاد المفاوضات مستشارا للرئيس ، ونص الاتفاق ايضا على استيعاب عدد من ابناء الطوارق والعرب في الجمارك والشرطة والادارات الحكومية الهامة الأخرى . المضايقات : رغم تعاطف الرئيس إلا أن مضايقات بعض المسئولين الحكوميين للعرب لم تتوقف وكانت الحادثة الابرز في هذا الصدد هي محاولة ترحيل مائة وخمسين الفاً من عرب المحاميد إلى تشاد بحجة أنهم الحقوا العار بالنيجر بسبب تلقيهم الاغاثات بينما السبب الرئيس ربما كان هو الهاجس الدائم من تأثير العرب مستقبلاً على التركيبة السياسية في البلاد .. ومحاولة ترحيل المحاميد جوبهت بوقفة صلبة من قبل مستشاري الرئيس والوزراء والبرلمانيين العرب مما أدى إلى إجهاضها.. وقد لوحظ أن بعض وسائط الاعلام العربية تدعم الإدعاءات المناوئة للعرب ، فقد بثت قناة الجزيرة الفضائية تقريراً يركز على تقديم الاغاثات للعرب في منطقة طاوة ، وقد جاء التقرير متزامنا مع تفاعل أحداث قضية العرب المحاميد !! 4-5 في عهد الرئيس الحالي تم التوسّع في نظام التعليم العربي- الفرنسي Franco Arab الذي يختلف عن المدارس الحكومية بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بصورة موسَّعة وقد استعان مستشار الرئيس بدولة الامارات وقطر والسعودية لدعم هذا النظام التعليمي، والنيجر استفادت بصفة خاصة من توجهات الزعيم معمر القذافي نحو أفريقيا إذ يوجد بها حالياً سبعمائة معلم تتكفّل ليبيا بتمويل عقودات عملهم. وتم أيضاً افتتاح ست مدارس قرآنية متكاملة تسمى (مكرنتا) بالتعاون مع منظمة الدعوة الإسلامية، احدى هذه المدارس في طاوة التي تعتبر معقل العرب والطوارق، ونشير إلى أنه رغم إعتزاز الطوارق والعرب باللغة العربية ومحافظتهم عليها إلا أنهم خلال الفترة الاخيرة اتجهوا أكثر إلى المدارس الحكومية ونظام التعليم الغربي حتى يجد أبناؤهم فرصاً أفضل في التوظيف. الوجود الغربي: رغم أن النيجر من المناطق الفرانكفونية ويسيطر الفرنسون على استثمارات اليورانيوم والمعادن الأخرى فيها وعلى معظم تجارتها، إلا أنها لم تسلم من الزحف الأمريكي على مناطق النفوذ الفرنسي في القارة، وحالياً توجد سفارة أمريكية ضخمة بها مركز ثقافي أمريكي كبير ونشط، وأخيراً دخلت شركات أميركية في استثمارات تنقيب البترول مع الإسرائيلين الذين سبقوهم في توقيع صفقات مع حكومة النيجر وتزايد الاستثمارات الأميركية- الإسرائلية يأتي متزامناً مع إنحسار الاستثمارات الفرنسية فقد أنهت حكومة النيجر أخيراً احتكار شركة اريفا الفرنسية لمناجم ارليت لاستخراج اليورانيوم في شمالي البلاد (منطقة طوارق). الوجود الكنسي والمسيحي عموماً في النيجر لم يكن ملفتاً للإنتباه قبل أحداث ( 11 سبتمبر 2001م)، ولكن بعدها زاد بصورة ملحوظة وتوافد كثير من المسيحيين للعمل في التجارة وخاصة في مجال بيع اسبيرات العربات، وتوافد المسيحيين أصبح يقلق الشعب المسلم الذي عرف بغيرته على الدين بشقيه أفارقة وعرب، وبعد أحداث سبتمبر سجلت حالات منع للأمريكان من تفتيش للمساجد بحثاً عن عناصر القاعدة، ويرى مراقبون أن الهجمة الغربية على الإسلام تحت راية ما يسمى بـ(مكافحة الارهاب) قد لطّفت الأجواء وأزالت الكثير من الحساسيات بين العنصرين. تطورات أوضاع طوارق مالي: أشرنا إلى أن أول تحرك سياسي للطورق كان في مالي 1963م، مطالبين بحقوقهم السياسية وتنمية مناطقهم وأهمها محافظة كيدال ومقاطعتي تمبكتو (المدينة التاريخية) وتودني (تشتهر بإنتاج الملح) وغيرها من مناطق إقليم أزواد الذي يحتل الجزء الشمالي من البلاد وتشاركهم فيه إثنية الفولاني التي تعربت وأصبحت أكثر تعصباً للثقافة والهوية العربية... والإقليم شكل جزءاً من مملكة مالي الإسلامية في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، وقبيل استقلال مالي في 1957 عرضت فرنسا على سكان ازواد جعل الإقليم محمية فرنسية الى أن يتم تأهيلهم لحكم ذاتي، إلا أنهم رفضوا العرض لاعتقادهم أنه يهدف الى إقامة قواعد عسكرية فرنسية في المنطقة لمحاصرة الثورة الجزائرية التي كانت تتفاعل آنذاك وفضلوا الإنضمام إلى جمهورية مالي ولكنهم أحبطوا عندما تم تهميش إقليمهم وظل متخلّفاً دون تنمية فشكلوا (الجبهة الإسلامية العربية لتحرير ازواد) وبعض التنظيمات الصغيرة. قمعت حكومة مالي تحرّك الطوارق في الستينيات بعنف وزجت بأغلب نشطائهم في السجون، الغريب في الأمر أن رئيس الدولة حينها كان موديبوكيتا الزعيم التاريخي لشعب مالي وأحد رواد الاشتراكية الأفريقية ودعاة توحيد القارة شمالي وجنوبي الصحراء مع رفاقه كوامي نيكروما واحمد سيكوتوري وجومو كنياتا، ومما يذكر أن نيكروما تزوج من مصرية دعماً لتوجهات الاشتراكيين الأفارقة التصالحية مع عرب شمال الصحراء. خلال ثمانينيات القرن الماضي وفي عهد الرئيس موسى تراوري تصاعدت ثورة الطوارق وتجاوز سقف مطالبهم التنمية إلى المناداة بالاستقلال خاصة بعد أن تم اكتشاف البترول في مناطقهم ولم يبدأ استخراجه بعد، وحكومة باماكو التي تصفهم بمتمردي شمال مالي كانت تتهم ليبيا بدعمهم وتدريبهم وتتهم طوارق الجزائر بإيوائهم وتوفير نقاط الارتكاز لهم. والحكومة في عهد تراوري عزمت على القضاء على التمرد وقاد الحملة الجنرال (كفوا كونا كوني) وزير الداخلية الحالي، وكانت حرباً شرسة وصفها مراقبون بسياسة (الأرض المحروقة)، ولكن فرنسا تدخّلت ومارست ضغوطاً على الحكومة لإيقاف ما اعتبرته محاولة إبادة جماعية ورعت مفاوضات بين الجانبين تمخض عنها اتفاق تم بموجبه استيعاب ابنائهم في المؤسسات الحكومية بما فيها الجيش.. ومما يجدر ذكره أن تلك الحرب قد انهكت الطوارق ولكنها لم تقضٍ عليهم نسبة إلى معرفتهم بمسالك ومخابئ الصحراء أكثر من القوات الحكومية، وكانوا يمارسون حرب عصابات في شكل جماعات صغيرة تشن هجمات خاطفة على مراكز الحكومة وحينها كانت الحكومة تنعتهم بعصابات النهب المسلح.. ويقول الباحث ديارا عثمان إن قطاعاً منهم كانوا يدفنون أسلحتهم نهاراً ويتجوّلون في القرى والأسواق كمواطنين عاديين، وفي الليل يشنون هجماتهم بعد أن يكونوا قد حددوا أهدافهم بدقة، وحتى المعتصمون منهم بالصحراء والتلال الوعرة كانت لهم عيونهم في العاصمة، وأخبار تحرك الجيش نحوهم تصلهم قبل وصوله، ورغم أن زعماءهم كانوا معروفين وبعضهم معتقلين إلا أن ذلك لم يحد من نشاطهم. استفاد ثوار الطوارق من الهدنة التي فرضتها فرنسا ونظموا حركاتهم ومجموعاتهم في ما عرف بـ(حركة 23 مايو- التحالف الديمقراطي من أجل العدالة) التي رفعت شعار دولة الطوارق الكبرى وطالبت بحكم إقليم ازواد في شمالي البلاد مع المشاركة في الحكم المركزي في العاصمة باماكو، وعندما لم تستجب الحكومة تجددت الاشتباكات، ثم في 1991م تم التوصل الى اتفاقية سلام آخرى برعاية جزائرية، وقد اتهم الطوارق الحكومة بعدم الالتزام ببنودها، فرعت الجزائر تواصل المفاوضات التي انتهت إلى توقيع اتفاقية تمراست في 1994م التي قضت بحكم ذاتي للاقليم وانسحاب الجيش الحكومي وتسليم الإدارة الأمنية والمدنية لجبهة الطوارق والتعويض عن الخسائر الناجمة عن الحرب وعودة اللاجئين، وهذه الاتفاقية كانت مرضية للازواديين ولكنهم يقولون إن الحكومة تراجعت عن بعض بنودها مما أعاد التوتر للإقليم. في عهد الرئيس ألفا عمر كوناري هدأت الأوضاع كثيراً لأن الرئيس لم يكن يؤمن بالحل العسكري وإنما بالمفاوضات والحلول السياسية. وربما كان هذا إلى جانب تعدد وساطاته في مشاكل غرب أفريقيا هو الدافع الرئس لاختياره كأول أمين عام للاتحاد الافريقي.. ويرى مراقبون أن فترة كوناري أعطت ثوار الطوارق فرصة لالتقاط الإنفاس وإعادة تجديد وتنظيم قوتهم مما جعلهم يبدون أشد قوة وأكثر تنظيمًا في عهد الرئيس الحالي أمادو توماني توريه، والرئيس امادو من جانبه لم يشأ تشويه سمعته الإقليمية التي إكتسبها من خلال تمثيله الدائم لسلفه كوناري في وساطاته الأفريقية المتعددة ولهذا حرص على التوصل إلى اتفاقية سلام جديدة مع التحالف الديمقراطي من أجل العدالة وقد تم توقيعها أيضاً بوساطة جزائرية في يوليو 2006م ومما يجدر ذكره أن هذه الاتفاقية جاءت في أعقاب أكبر هجوم يشنه مقاتلو التحالف على القوات الحكومية في مدينة كيدال في 23 مايو 2006م واستولوا خلاله على الأسلحة الموجودة في المعسكر.. ولكن الإتفاق المذكور لم يصمد سوى عام واحد كان الثوار خلاله يرددون أن الحكومة لم تف بتعهداتها معهم، خاصة في ما يختص بالتنمية، والحكومة من جانبها تقول إن التنمية بكل انحاء مالي ضعيفة وليس الشمال وحده. خلال يومي 26-27 أغسطس 2007م شنّت قوات التحالف هجوماً على بلدة (تين زواطن) على الحدود الجزائرية واختطفت خمسين رهينة من جنود الجيش وأطلقت النار على طائرة عسكرية أميركية كانت تقوم بعمليات استطلاع في المنطقة، وأعلن قائد الثوار إبراهيم اغ بهانغا أن الهجوم الأخير قد تم تحت راية ما يسمى بـ(تحالف طوارق النيجر ومالي) الذي أعلن عن تشكيله في نفس الشهر قبيل الهجوم المذكور بأيام قليلة، ولوحظ أن بهانغا أصبح أخيراً يختم بياناته بعبارة (عاشت الصحراء حرة). 5-5 المتغيّر الملفت للإنتباه في المرة الاخيرة أن من يقوم بالوساطة هم بعض أعيان الطوارق بينهم زعيم قبلي وقائد تمرد سابق ورئيس بلدية سابق، وقد نجحت اتصالات هؤلاء بالثوار في الإفراج عن سبعة من الرهائن، أما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تتجه إليه الأنظار لرعاية مفاوضات سلام جديدة فقد وضع شروطاً منها أن يقدم الرئيس المالي طلباً رسمياً بهذا الخصوص وأن يوقف الثوار هجماتهم ولا يغادروا منطقة (التيغرغار) التي أصبحوا يتمركزون فيها مؤخراً والأهم من ذلك ألايتحالفوا مع أي (تنظيم أجنبي)، وقال محللون سياسيون إن الرئيس الجزائري قصد بهذا الشرط الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والتي نشطت في المغرب العربي خلال الآونة الأخيرة، ورأى آخرون أنه قصد شبكات التهريب، وهنا نشير الى أن حكومة مالي تتهم الثوار بالسعي للسيطرة على مركز تين زواطن الحدودي لاستخدامه في عمليات تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. من الملاحظ أن قضية الطوارق لم تعرض على أيٍّ من المنظمات الدولية أو الإقليمية ويعلل عبد الحميد الأنصاري صاحب موقع أزواد الحرة ومدير مكتب تمبكتو للتراث غياب مشكلة الطوارق عن أروقة الأمم المتحدة بأن المنظمة الدولية لا تهتم بقضايا إلا إذا كانت لدى القوى المسيطرة عليها مصلحة فيها وحتى الآن ليس لديها مصلحة في الحد من معاناة الطوارق، والأنصاري يتهم الجزائر بأنها تحاصر قضيتهم خوفاً من انتقال الثورة إلى طوارق (كل هغار) جنوبي الجزائر، كما يتهم ليبيا بأنها لا تساعد إلا من يؤمن بأفكارها أو يخدم مصالحها السياسية، ويؤكد أن موريتانيا هي الدولة الوحيدة التي ساندتهم وجنّستهم وأعطتهم كل الحقوق المدنية. أما الباحث ديارا عثمان فيرجّح أن دخول اميركا إلى الإقليم قد تم طمعاً في البترول الذي تم إكتشافه في المنطقة وليس دعماً لسلطات باماكو.. وتدخل أميركا تم أولاً بحجة مكافحة الإرهاب فأرسلت العام الماضي 2006 م مراقبين عسكريين وعشرات من عربات اللاندكروزر، ولكن الامر تحول منتصف هذا العام 2007م الى ما يشبه القاعدة العسكرية، ويتوقع ديارا أن تترسخ وتكبر وتصبح القاعدة الرئيسة في المنطقة، بمعنى أن ما فشلت فرنسا في تحقيقه عام 1957 م تنجح أميركا في تحقيقه عام 2007م. خاتمة: شعب الطوارق وبسبب اعتصامه بصحرائه وانكفائه على ذاته ومقاومته للمد الاستعماري لم يتأثر بالاتجاهات الثقافية الفرانكفونية والأنجلوفونية، كما لم يتأثر بالدعوة للوحدة الأفريقية Pan Africanism أو حركات التحرر التي تبنت الأيديولوجية الماركسية أولاً ثم الاشتراكية الأفريقية لاحقاً، وهذه الحركات كانت قد انتظمت معظم مناطق جنوبي الصحراء المتاخمة للطوارق خلال الثلث الثاني من القرن الماضي. وكذلك لم يتأثر هذا الشعب بحركات الأصولية الإسلامية التي بدأها جمال الدين الأفغاني وتواصلت مع عبد القادر الجزائري وعبد الحميد بن باديس وبلغت ذروتها مع انتشار حركة الإخوان المسلمين في دول أفريقيا شمال الصحراء وفي ذات الثلث الثاني من القرن العشرين، وهم ايضاً كانوا قليلي التأثر بالحركات الدينية الصوفية المجاورة كالسنوسية والتجانية والمهدية. لكل هذه العوامل لا يمكن اعتبار ثورة الطوارق الحالية صدى لأي مؤثر خارجي، ثقافي أو سياسي، وإنما هي حركة إحتجاج ضد التهميش، ولكن بطبيعة الحال لا يمكننا أن نغفل عامل (التعالي) الذي صبغ علاقة طوارق مالي والنيجر على وجه الخصوص بمواطنيهم في الدولتين كعامل مفتاحي لقراءة ملابسات قضيتهم.. فمن ناحية هناك (تعالٍ عرقي) من جانبهم، ومن ناحية ءخرى هناك إحساس مواطنيهم السود بأنهم الأغلبية وأنهم الأفضل تعليماً وتأهيلاً والأقدر على إدارة شؤون الدولة. ملحق أ ميثاق تمبكتو هذا الميثاق، ميثاق الرابطة الشعبية الاجتماعية لقبائل الصحراء الكبرى انبثق عن اجتماع القبائل الحاشد بمدينة تمبكتو في ذكرى المولد النبوي عام 1427هـ.. وللمناسبة «المولد» والمكان «تمبكتو» دلالتهما في التوجهات كما لاتساع الخطاب ليشمل كل من تعتبر الصحراء «وطنه التاريخي وبيته الكبير» من موريتانيا إلى العراق دلالته في تحديد الهوية. المحرر قال تعالى: «يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا». وقال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». صدق الله العظيم ميثاق الرابطة الشعبية الاجتماعية لقبائل الصحراء الكبرى: إن تجمع قبائل الصحراءالكبرى من السنغال وموريتانيا غرباً إلى العراق شرقاً مروراً بشمال أفريقيا ووادي النيل وبادية الشام والجزيرة العربية والقرن الأفريقي والسودان وتشاد والنيجر التي وطنها التاريخي وبيتها الكبير «الصحراء الكبرى» تعي أن ليس لها وطن آخر غير هذه الصحراء الكبرى وتدرك أن هذه الصحراء كانت وما زالت هدفاً للقوى الخارجية طمعاً في ثرواتها وموقعها العالمي في وسط العالم وجسراً لعبورها للإستعمار أو التجارة أو السياحة وتعي أن أي انتصار لهذه القوى الأجنبية على أي جزء من الصحراء يهدد بقية أجزاء الصحراء الأخرى وساكنيها. ولذلك تعي أن أمن الصحراء لا يتجزأ وأن هذه القبائل التي تملك هذه الصحراء هي أمة صحراوية واحدة ذات تاريخ مشترك وواقع مشترك ومصير مشترك ومستقبل مشترك وأن حريتها وأمنها لا يتجزآن وأن التفريط في حريتها واستقلالها وأمنها يلحق الضرر الشديد بهذه القبائل التي تسكنها وبجيرانها. إن قبائل الصحراء الكبرى إذ تستلهم دروسُ وعبَرَ تاريخها القديم والحديث وما اكتسبته من رصيد تاريخي كبير من خبرة الحياة ومغالبة الزمن ووعي بمطامع القوى الخارجية في هذه الصحراء ووعي بالأساليب والطرق والتبريرات الاستعمارية التي أدت في الماضي وتؤدي في المستقبل إلى تعريض حياة سكان الصحراء للخطر تقرر في هذا اليوم التاريخي المبارك العظيم - يوم مولد خاتم النبيين وإمام المرسلين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي أرسله الله للناس كافة وفي مدينة تمبكتو التاريخية التي استوعبت حضارة وعظمة قيم الصحراء الكبرى عبر العصور وجسدت إرادتها في الوحدة والتعاون والعيش المشترك، تكوين وتشكيل قيادة شعبية اجتماعية لقبائل الصحراء الكبرى انطلاقاً من رباطها الإجتماعي غير المصطنع وبعيداً عن السياسة والدبلوماسية والنظام الرسمي لأي دولة لتكون هذه القيادة مرجعية اجتماعية ومظلة اجتماعية وضمانة لاتحاد قبائل الصحراء على المستوى الاجتماعي وترسيخاً وتأكيداً على أن قبائل الصحراء جسد اجتماعي واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وتؤكد في هذا اليوم العظيم على أن أمن واستقلال واستقرار الصحراء دونها الموت الزؤام. وتعلن أنها لن تفرط في حبة رمل من رمال صحرائها الكبرى وأنه لا حياة بدون حرية قبائل الصحراء الكبرى وأن حرية الصحراء وأهلها لا تتجزأ. ونعلن أننا نعادي من يعادينا ونسالم من يسالمنا وأن أي محاولة جديدة من أي جهة كانت لتهديد أمن واستقرار واستقلال وحرية الصحراء وأهلها ستتصدى لها قبائل الصحراء الكبرى كلها وستتحول رمالها إلى رمضاء وحجارتها إلى جمر وهواؤها إلى نار لكل من تسول له نفسه استعمار الصحراء أو اختراق أمنها أو النيل من حريتها أو المس باستقلالها وتهديد استقرارها. ونؤكد على أهمية المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وثقافتنا الصحراوية العريقة والحفاظ على روابط وعلاقات وأنماط الحياة الصحراوية وتقاليدها بكل ما تحمله من أصالة وتنوع وخصوصية ومواجهة كل المخططات والهجمات التي تستهدف احتقارها وتشويهها ومسخها وتخريبها وفرض وتعميم عادات وتقاليد وأعراف وثقافة المستعمر الوافدة مكانها. ونعلن للعالم أن قبائل الصحراء الكبرى العظيمة تلزم نفسها بالسلام والاستقرار ونبذ الممارسات المشينة والابتعاد عنها مثل التسلل خفية عبر الحدود أو تهريب السلع والبشر والحيوانات والعملات أو الاتجار في الممنوعات كالمخدرات والسلاح وأنها تكافح الزندقة وإرهاب المدنيين وترويع الآمنين وتحمي المرأة والطفل والمسنين والعاجزين والأهداف المدنية وفي ذات الوقت تتمسك ولن تتنازل عن حقها الطبيعي في الحركة بحرية وعلانية ومشروعية عبر صحرائها الكبرى دون حاجز أو قيد لبضائعها أو حيواناتها وأفرادها وتلزم نفسها مقابل هذا بحمل هويتها الصحراوية فقط ولا تخضع في وجودها وحركتها عبر الصحراء الكبرى لأي شروط غير ذلك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

LES MEMOIRES DE FIN D'ETUDE DES ETUDIANTS TOUAREG !!!!

  • L'indentité Geo-politique du peuple Touareg: par Hamza Ag Sidi Mohamed et Mohamed Ag Agaly (Meknès)
  • Le Droit des peuples Autochtones: Cas des Touareg du Mali : Par ASSADECK Zeïne Alkhabidina
  • Mobilisation des Ressources locales dans la collectivitée :Cas du Mali : Par Mohamed Abdallah Ag Mohamed (Fès)
  • Mondialisation et globalisation: Par Mohamed Elmoctar dit Hamel (Meknès)